الفقه الإسلامي - القرآن الكريم - علوم القرآن و أحكام المصاحف - علوم القرآن
رقم الفتوى 11852
نص السؤال مختصر

قال تعالى : {قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام : 91]، فهل يصح الاستدلال بالآية - كما يقول البعض - على الذكر بالاسم المفرد {الله} ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

فإن القرآن الكريم نزل باللغة العربية ، وتأكد ذلك في آيات كثيرة ، وفهمه الصحابة كذلك ، ثم ظهر منهجان لتفسيره ومعرفة المراد منه ، الأول : المنهج العربي ، والثاني : المنهج الأعجمي الفارسي الهندي البوذي ،

والسؤال المذكور حسب المنهج الأعجمي ، ومنهج الضلال والانحراف عن الشرع ، الذين يقولون " ويل للمصلين" ويقفون ، وكذلك لكثير من الآيات التي يأخذون جملة واحدة منها ، ويقطعونها عما قبلها أوعما بعدها ، فيحرفون الدين ويشوهون حقيقته ، حتى يلجأ بعض المسلمين في الهند عند رغبتهم في تسمية المولود إلى فتح القرآن ليضع الولد على كلمة منه ليكون هو الاسم ، ولذلك نرى الأسماء العجيبة عندهم التي لا يفهمون معناها .
أما المنهج العربي والإسلامي فهو أن نقرأ الآية ونقرأ ما قبلها وما بعدها لمعرفة المعنى الصحيح ، وهذه الجملة المذكورة في السؤال هي جزء صغير من الآية 91 من سورة الأنعام ، وأولها " وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب .... قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " فالخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم للجواب ، أي : قل يا محمد : الله الذي نزل الكتاب ، أوقل : الله علمكم الكتاب ثم ذرهم ، لأنهم لا ينفع فيهم الحجج والجدال ، فكلمة " قل " جواب للسؤال ، وورد مثل ذلك في قوله تعالى: " قل الحمد لله " وقوله تعالى : " قل صدق الله "، فالجملة في اللغة العربية إما فعل وفاعل ، وإما مبتدأ وخبر ، لإفادة المعنى ، وقد يأتي سؤال طويل ويأتي الجواب بكلمة ، وكما يسألك شخص بسطر كامل عن موضوع ، فتجاوب : نعم ، أو لا ، وهذا الجواب يشمل السؤال كاملاً ، ولذلك يقول العلماء : السؤال معاد في الجواب ، وهذا كثير في القرآن ، كقوله تعالى " قل لمن ما في السموات والأرض قل لله "، وقوله : "قل هو الله أحد " ، وإذا سمعت شخصاً يقول : نعم ، نعم ، ويكرر ذلك بدون سؤال ، لقلت عنه : إنه أهبل أومجنون ؟ فأين هذه المعاني والتفسيرات من خطف كلمة من القرآن للاستدلال بها على شيء باطل ، والكلام العربي عامة لا بد أن يتضمن معنى ، وإلا كان هراء ، ولعباً ، فكلمة " الله " تحتاج لخبر، مثل : الله أحد ، لا إله إلا الله ، الله أعلم . وهكذا ، والمهم أن نرجع للعلماء وليس للعوام.

والله تعالى أعلم

تاريخ النشر بالميلادي 2019/10/20

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به