بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : اتفق الفقهاء على أن تارك الصلاة جاحداً بوجوبها كافر يُستتاب. واختلفوا في حكم من تركها عمداً مع إيمانه بوجوبها، فذهب الجمهور إلى فسقه، وقال البعض بكفره. كما اختلفوا في عقوبته الدنيوية، ولا تعنينا إذ لا تُطبق، ولكن ينبغي التنبيه لعظم فعل تاركها لعله يتدارك تقصيره، قال صلى الله عليه وسلم :{إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ}. وقال تعالى :{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر : 15] فمن قصّر فيما سبق فليتب لله تعالى، وليبادر للقضاء، والله يعينه ويقبله، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى في الحديث القدسي : {يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، وَلَا أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً}. ومما يساعد على المداومة على الصلاة حضور مجالس العلم والصحبة الصالحة نسأل الله المعونة لنا ولكم. والله تعالى أعلم. |