الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصلاة - الصلوات المفروضة و النوافل
رقم الفتوى 11826
نص السؤال مختصر

يمنعني العمل من الصلاة في المسجد فهل لي أجر ذلك ؟

نص السؤال الكامل

أنا شاب عمري ٣٠سنة ولله الحمد والمنة مغرم بأداء الصلاة في المسجد لكن فقط صلاتي الصبح والعشاء اللتين أصليهما في المسجد والان بحكم عملي صرت اتخلف عن صلاة الفجر لانني يجب ان اكون في عملي قبل الادان بساعة ونصف الساعة رغم أني اصلي الفجر في موعدها ضمن عملي إلا أنني أتحسر ويعتصر قلبي ألمآ لاني لا اصليها جماعة في المسجد والتالي : هل اخذ اجر النية ان شاء الله؟ والأمر الاخر هو هل أعتبر عند الله من المعلقة قلوبهم في المساجد؟ 

الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فقد قال صلى الله عليه وسلم :{مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ}.
فلم يعملها أي عرض عارض منعه من ذلك.
فالفرق بين العامل للحسنة ومن هم بعملها ثم تعذر عليه ذلك هو مضاعفة الثواب، لكن يعوضك عن ذلك أن العمل بالنية يتحول لعبادة، فمن كان يعمل عشر ساعات يومياً مثلاً فهو في عبادة إلى أن يرجع، وفي الحديث أنه {مرَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ فرأَى أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من جلَدِه ونشاطِه فقالوا يا رسولَ اللهِ لو كان هذا في سبيلِ اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إن كان خرج يسعَى على ولَدِه صغاراً فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعَى على نفسِه يعَفُّها فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعَى رياءً ومُفاخرةً فهو في سبيلِ الشَّيطانِ}.
وحرقة المسلم على تفويت العمل الصالح تدل على خير إن شاء الله.
قال صلى الله عليه وسلم :{سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ} وذكر منهم {رَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ}.
قال النووي رحمه الله تعالى : ومعناه : شديد الحب لها ، والملازمة للجماعة فيها ، وليس معناه دوام القعود في المسجد. انتهى.
فمن تمكن حب المساجد من قلبه ولازم ارتيادها والصلاة فيها بحسب استطاعته فيشمله الحديث إن شاء الله تعالى.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/10/11

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به