بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : فإن نفقة الوالدين الفقيرين واجبة واجبة على الابن ذكراً كان أَم أنثى، إن كان يملك ما يزيد على ما يحتاج إليه {ولا يشمل ذلك الكماليات والتحسينات}. وبر الوالدين واجب، ووجوه البر كثيرة كبذل المال والهدايا وطيب القول والمواقف الحسنة وغير ذلك. { ولا يتعين وجه منها لأنها وسائل، ولكن الواجب هو حصول البر }. ومن تعذر عليه بذل الهدايا لفقره، فلا يحزن إذ {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة : 286] وأما إن زاد على فقره بعده عن والديه، فليس له إلا أن يعطيهما كل اهتمامه، بالاتصال اليومي والاطمئنان عليهما، وسماع مشاكلهما و مساعدتهما في حلها، وإسماعهما ما يرضي الله تعالى ثم يرضيهما، قال صلى الله عليه وسلم : وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ. والإكثار من الدعاء لهما بأن يغفر الله لهما وأن يمدهما بالعافية والبركة في العمر مع العمل الصالح المتقبل، قال تعالى :{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء : 24] نسأل الله أن يعيدك لبيتك بأحسن حال، وأن يبدل حالك لأحسن حال. والله تعالى أعلم. |