الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصلاة - الصلوات المفروضة و النوافل
رقم الفتوى 11787
نص السؤال مختصر

من نام عن صلاة الفجر و أفاق بعد شروق الشمس، متى يصليها؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

إذا فاتته صلاة الفجر بعذر النوم ، ولم يتعمد تركها فالأفضل أن يسارع الى قضائها عند استيقاظه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فليؤدّها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها).
أما من فاتته بغير عذر فيجب عليه المبادرة للقضاء فوراً دون تأخير .
وتعد النية في الحالتين قضاء وليس أداء .
وقد فرّق العلماء بين من فاتته الصلاة بعذر ومن فاتته بلا عذر:
1- فمن فاتته بلا عذر يجب أن يقضيها فوراً أي عند استيقاظه مباشرة، وذلك كمن يستيقظ بعد الفجر ثم يتناوم حتى تفوته الصلاة، فهذا يجب أن يبادر إلى القضاء عند استيقاظه.
2- وأما من فاتته بعذر فيقضيها على التراخي ، وذلك كمن نام قبل الفجر ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس، فهذا يُندب له أن يبادر إلى القضاء حتى لا يدركه الموت وفي عنقه واجب لم يؤده.
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَفَلَ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ ، سَارَ لَيْلَهُ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْكَرَى عَرَّسَ وَقَالَ لِبِلَالٍ : اكْلَأْ لَنَا اللَّيْلَ ، فَصَلَّى بِلَالٌ مَا قُدِّرَ لَهُ ، وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ، فَلَمَّا تَقَارَبَ الْفَجْرُ اسْتَنَدَ بِلَالٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ مُوَاجِهَ الْفَجْرِ ، فَغَلَبَتْ بِلَالًا عَيْنَاهُ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلَا بِلَالٌ ، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى ضَرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَهُمُ اسْتِيقَاظاً ، فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَيْ بِلَالُ فَقَالَ بِلَالُ : أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ - بِأَبِي أَنت وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ - بِنَفْسِكَ ، قَالَ : اقْتَادُوا ، فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُمْ شَيْئاً ، ثُمَّ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَمَرَ بِلَالاً فَأَقَامَ الصَّلَاةَ ، فَصَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ : مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا ، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ : {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} .

ومما ينبغي التنبيه إليه أن الذي يسهر في غير واجبٍ ويعلم أن سهره يفوّت عليه صلاة الصبح لا يخلو من المسؤولية أمام الله تعالى

والله تعالى أعلم 

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/09/30

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به