الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصلاة - الصلوات المفروضة و النوافل
رقم الفتوى 11771
نص السؤال مختصر

حكم التخلف عن صلاة الجمعة في دول الغرب بسبب العمل ؟ وما الحلول الممكنة لأدائها ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فإن هذه المسألة من أكثر المسائل حرجاً عند العاملين في دول الغرب، وهذه أهم الأحكام التي يُسأل عنها عادة :
- العدد : فقد اختلف الفقهاء في العدد المشروط لصحة الجمعة، وأقل الجماعة عند أبي حنيفة ثلاثة رجال سوى الإمام.
- المكان : الجمهور على أنه لا يُشترط أن تُقام الجمعة في الجامع.
- الزمان : وقت الجمعة المتفق عليه هو بعد الزوال إلى العصر أي وقت الظهر، وقال الحنابلة إن أول وقتها هو أول وقت صلاة العيد { أي بعد شروق الشمس بقيد رمحوقال المالكية : شرط صحة الجمعة وقوعها كلها مع الخطبة وقت الظهر إلى الغروب، { أي تصح بعد دخول وقت العصر }.
- لا يرى المجلس مانعاً من تكرر إقامة الجمعة في المسجد الواحد، ما وجد السبب الدافع لذلك، كالذي تقدم من ضيق المكان، أو تعذر الاجتماع. والمنع من ذلك مفسدة، إذ يُحرم كثير من المسلمين من أداء هذه الفريضة التي تعد من الشعائر العظيمة في الإسلام، والأولى أن تُصلى الجمعة الأخرى بإمام آخر غير الإمام الأول، إلا إذا تعذر، فلا حرج أن يقيمها الإمام الأول }. انتهى بتصرف يسير من فتاوى مجلس الإفتاء الأوربي.

- الحلول الممكنة :
الأول، أن يعمل ساعات أكثر خلال الأسبوع ليخرج يوم الجمعة مبكراً.
الثاني، أن يؤخر وقت استراحته بحيث يتمكن من الخروج لأقرب مسجد يلحق به خطبة الجمعة والصلاة، فإن تعذر فالصلاة دون الخطبة.
الثالث، أن يأخذ إجازة في أيام الجمعة التي لا تصادف بها استراحته وقت الجمعة، إذ من حق كل موظف من الإجازات ما يقارب الشهر سنوياً.
الرابع، أن يجمع ثلاثة مسلمين غيره فيخطب بهم أحدهم ويصلوا، سواء في مكان ما داخل عملهم إن لم تمانع الإدارة، أو في الخارج، ومدة كل ذلك لا تتجاوز أكثر من عشرين دقيقة.
الخامس، الأخذ بقول الحنابلة أو المالكية فيما يتعلق بوقت الجمعة، وليكن هذا إن تعذرت كل الخيارات السابقة وذلك للخروج من خلاف العلماء في هذه المسألة.

أخيراً فإن حضور صلاة الجمعة واجب، ويحرم التخلف عنها : قال صلى الله عليه وسلم :

من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة طبع الله على قلبه. رواه ابن ماجه.
وجواز تركها متعلق بالضرر وعدم الاستطاعة، قال تعالى :{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن : 16].

وكل إنسان يعلم من نفسه إن كان بإمكانه الحضور وفرّط، أو حاول الحضور وتعذر، قال عز وجل : {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ } [القيامة : 14-15]
نسأل الله المعونة لنا ولكم.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/09/24

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به