بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :
العقوبات الإسلامية المذكورة في القرآن ليستْ ضدّ الإنسانية، ولو طبّقتْ بشروطها وحيثيّاتها الصّحيحة، لارتاح الناس من مشاكلَ كثيرة جداً تعصِف بحياتهم الآن بل لعاشوا في نعيمٍ مقيم، وراحةٍ ما بعدها راحة . وقد طبقت هذه الحدود في حياةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يرجم إلا رجلٌ وامرأة، ولم يُقطَع إلا سارق أو اثنان، ولم يجلد إلا زانٍ أو اثنان ولكن ماذا ترتّب على ذلك؟ لقد نتج عن ذلك انتشار الأمن والأمان، حتى فرغت السجون ولم يعد للسجانين عمل وصارَ كل إنسان يعلم حقوقه فينالها وواجباته فيؤديها فهل هذا ما يضايق أعداء الإسلام . نعم هذا ما يضايقهم، إنهم يريدون أن تنتشر السّرقات والزّنا والقذف والعُهر في المجتمع، وأن يصبح المسلمون كالغربيّين؛ أكثرُ من نصف المواليد لا يعرفون آباءَهم؟ قال تعالى:
[ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم] أما قضيّة داعش فهي لم تحارَب لتطبيقها العقوبات الإسلامية، لقد نبذهم الناس لأمور كثيرة أهمها برأيي اثنان: الأول: لأنهم صنيعة أعداء الإسلام، صنعوها بكل براعة ودقّة لتشويهِ الدّين الإسلامي، وتنفير النّاس منه، ولأغراضٍ سياسيّة وعسكريّةٍ كثيرة لا تخفى على العاقل. الثاني: أنّهم يكفرون الناس لأتفه الأسباب ثم يبيحون دماءهم ويسفكونها وكل ذلك مخالفٌ لما جاء به الدّين، قال صلى الله عليه وسلم: (فإن قالوا لا إله إلا الله فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقّ الإسلام وحسابهم على الله) ختاماً لا يسعني إلا أن أقول: بعد كل شبهة تأتينا ونجيب عليها يتبين لنا أن هذا الدين هو الحق الذي لا حق وراءه إذ لم نر حتى الآن على كثرة الشبهات وتنوعها شبهة واحدة يمكن القول عنها بأنها حقيقية وتقوم على أدلة صحيحة، ولله الحمد والمنة.
والله تعالى أعلم |