العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 11679
نص السؤال مختصر

شبهة تشابه الحج مع حج الوثنيين.

نص السؤال الكامل

الشبهة الثامنة من أربع عشرة شبهة لسائلة واحدة:

شعائر الحج بتشبه إلى حد كبير شعائر الوثنية أنو بس اختلفت النية!

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :    

هذا الكلام غير صحيح ليست فقط النية التي تختلف بين حجّ المسلمين وحجّ المشركين .
ومع ذلك فما وقع من تشابه بين حج الإسلام وحج الجاهلية يعود إلى توارث ذلك عن سيدنا إسماعيل وأبيه إبراهيم عليهما السلام ، وهذا لا إشكال فيه.
وللفائدة أنقل بعض ما جاء في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام حول صفة حج المشركين. لا لشيء، وإنما فقط ليعلم أعداء الإسلام أنهم ليسوا مستعدين لمراجعة أقرب المراجع والكتب وإنما يجتهدون فقط بالنقل والتقليد.
يستعد الجاهليون للحج عند حضورهم موسم سوق عكاظ، فإذا انتهت أيام السوق وأراد منهم من أراد الحج ذهب الى مجنّٓة، فأقام فيها الى هلال ذي الحجة ثم ارتحل عنها إلى ذي المجاز ومنها الى عرفة،
فإذا كان يوم التروية تزوَّدوا بالماء وارتفعوا الى عرفة، هذا فيما يتعلق بالتجار، أما فيما يتعلق بغيرهم، فقد كانوا يقصدون الحج أي وقت شاؤوا، ثم يذهبون الى عرفة للوقوف.
موقف عرفة يقصدها الحلة أما الحمس فيقفون بنمرة، ثم يلتقون جميعاً بالمزدلفة للإفاضة، والحلة هم الذين يطوفون بالبيت عرياناً، أما الحمس فهم الذين يطوفون بثيابهم، وهناك صنف ثالث يقال له الطلس: وهم بين الحلة والحمس يصنعون فى إحرامهم ما يصنع الحلة ويصنعون فى ثيابهم ودخولهم البيت ما يصنع الحمس.
ويبدأ حج أهل الجاهلية بالإهلال، فكانوا يهلّون عند أصنامهم، فإذا انتهوا من ذلك قدموا مكة، فكان الأنصار مثلاً يهلّون لمناة فى معبده، أي: كانوا يغادرون يثرب إلى معبد الصنم فيكونون فيه لمراقبة هلال ذى الحجة، فإذا أهلُّوا لبُّوا ثم يسير من يسير منهم الى مكة لحج البيت.
والطواف بالبيوت وبالأصنام ركن من أركان الحج ومنسك من مناسكه.
ولقد فعل غيرهم فعل قريش ببيوت أصنامهم، إذ كانوا يطوفون حولها كالذي كان يفعله أهل يثرب فى طوافهم بمناة، وكانوا أيضاً يطوفون حول الرجمات، وهي حجارة تُجمع فتكون على شبه بيت مرتفع كالمنارة، ويقال لها الرجمة وكان الجاهليون يطوفون حول الأصنام والأنصاب كذلك، وذكر " نيلوس " أن الأعراب كانوا يطوفون حول الذبيحة التى يقدمونها قرباناً للآلهة ... وكانوا يطوفون حول القبور أيضاً، وكانوا يدورون حول حجر يُنٓصِّبونه، وسموا تلك الأحجار الأنصاب، وكانوا يدورون حوله أسابيع كما يطاف بالكعبة وتشبُّها بها.
ويلاحظ ان الجاهليين كانوا يقيمون وزناً للحليب فى أمور العبادة، فقد كانوا يسكبونه على الأصنام خاصة حليب الغنم، ولم يُشَر الى حليب الإبل أو حليب أية ماشية اخرى، مما يدل على وجود رابطة بين هذا الحليب وبين الدوار.
والطواف من أهم طرق التعبُّد والتقرُّب إلى الآلهة ، يؤدونه كما يؤدون الشعائر الدينية المهمة مثل الصلاة، وليس له وقت معلوم، ولا يختص ذلك بمعبد معين، ولا بموسم خاص مثل موسم الحج، بل يؤدّونه كلما دخلوا معبداً فيه صنم أو كعبة أو ضريح ، فهم يطوفون سبعة أشواط حوله، كما يطوفون حول الذبائح المقدَّمة للآلهة.

والله تعالى أعلم 

تاريخ النشر بالميلادي 2019/09/02

المفتي


الأستاذ محمّد صلاح تقوى

الأستاذ محمّد صلاح تقوى

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به