العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - أركان الإيمان
رقم الفتوى 11644
نص السؤال مختصر

ابني يسألني هل يجب أن نؤمن بالإنجيل الموجود اليوم؟ وما الفرق بين الأديان السماوية السابقة وبين الإسلام ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، الدين قسمان :
الأول، عقيدة : كالإيمان بالله واليوم الآخر والثواب والعقاب والجنة والنار والملائكة والجن، وغير ذلك.
الثاني، الشريعة : كالصلاة والصيام والزكاة، وغيرهم.

ثانياً، يؤمن المسلم :
- أن جميع الأنبياء والرسل على عقيدة واحدة، منذ سيدنا آدم إلى زمان سيدنا محمد عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين، قال تعالى :{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران : 144]، وتسمى هذه العقيدة الإسلام، فكل الأنبياء والرسل كانوا مسلمين، والنصوص الدالة على ذلك كثيرة، منها قوله تعالى : {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ} [الذاريات : 36] أي بيت قوم سيدنا لوط عليه السلام، وقوله تعالى في سيدنا إبراهيم : {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة : 131].

- وبأن المختلف بين الأنبياء والرسل هي الشرائع، مثاله : المحرم في شريعتنا قد يكون من المباحات في شريعة غيرنا، وقد يكون الأمر ذاته مشترك بين الشريعتين لكن كيفيته تختلف، {كبعض العبادات لها ذات المسمى وكيفية أدائها ربما تختلف}، أو يكون مشتركاً وبذات الكيفية.
قال تعالى : {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً } [المائدة : 48].

- وأن شريعته ناسخة لكل الشرائع السابقة وأنها شريعة لكل البشر منذ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، ومن أدلة ذلك قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } [النساء : 47]، وقوله صلى الله عليه وسلم : {والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت، ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار}.

- بالأنبياء والرسل جميعاً ولا يفرق بين أحد منهم، ويؤمن بأن ما جاؤوا به هو الحق من ربهم، فيؤمن بأن الله أنزل التوراة والإنجيل وأن ما فيهما حق، قال تعالى : {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة : 285]

- وأن التوراة والإنجيل قد دخل عليهما التحريف، فليسا هما الآن كما نزلا على سيدنا موسى وعيسى عليهما السلام، ومن النصوص الدالة على دخول التحريف إليها قوله تعالى : {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة : 79]، وقوله تعالى : {۞ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة : 75].

ثالثاً، الاعتناء بعقيدة الطفل أهم من إطعامه، فينبغي للأهل تحصينه أيّما تحصين، وألا يُتساهل في ذلك أبداً.
نسأل الله أن يحفظ أبناءنا.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/08/30

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به