العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - معتقدات فاسدة
رقم الفتوى 11621
نص السؤال مختصر

هل صحيح أن الخضر عليه السلام مازال حياً ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فيشيع بين البعض أن الخضر عليه السلام مازال حياً حتى يومنا هذا، ويستدلون بأن ذلك ممكن عقلاً، ومشاهد حقيقة.
قلنا من الممكن أيضاً أن يتمثل الشيطان به ويلبس على الناس أمر دينهم.
وطالما بين أيدينا ممكنان فيُرجع للخبر الصادق { أي الوحي } لنعلم أي الممكنين أصدق وأقوم قيلاً.
والحق أن الدليل يقطع ببطلان خبر حياته، ويستدل على ذلك :
أولاً إنه لو كان حياً لما وسعه إلا أن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى :{ وما أرسلناك إلا كافة للناس } سبأ[ 28 ]
وقوله صلى الله عليه وسلم :{ كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة }.
و لا يقال : إنه قدم إلى الرسول وآمن وتكتم صلى الله عليه وسلم على أمره، إذ في ظهوره واتباعه لرسول الله حجة له صلى الله عليه وسلم على من كفر من قومه، وكان الرسول أشد الناس حرصاً على هداية قومه حتى قال تعالى :{ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } الشعراء[ 3 ]، فكيف يعقل أن يترك الرسول مثل هذه الحجة البالغة ! ولايقال معجزة القرآن كافية ودامغة ، لأنه و إن كان القرآن كذلك فقد أيد الله رسوله بمعجزات كثيرة غير القرآن ، وسبق حرصه بكل وسيلة على أن يؤمنوا، فلا يصح عقلاً تركه صلى الله عليه وسلم لمثل هذه المعجزة دون أن يستدل بها.

ثانيها : قوله صلى الله عليه وسلم :{ أرأيتكم ليلتكم هذه ؟ فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد }.
فهذا تصريح منه صلى الله عليه وسلم بأنه على رأس مائة سنة من الليلة التي تكلم فيها بالحديث لن يبق على وجه الأرض أحد ممن هو عليها تلك الليلة.

ثالثها قوله صلى الله عليه وسلم يوم بدر :{ اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض }.
وهنا تصريح بأنه لم يكن على وجه الأرض يوم بدر من المؤمنين إلا من كان معه صلى الله عليه وسلم.

وللأسف يتعلق الكثير من العوام بما يبثه البعض من خرافات لا
تثمر إلا ضرراً على الدين وأهله، إذ تنقل الناس من الواقع وتغرقهم في الأوهام، بل وتخيفهم من ردها وعدم تصديقها، مخافة رمي منتقدها بالزندقة.
والله من وراء القصد.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/08/24

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به