أبي غني ولايحسن التصرف بأمواله، ونحن فقراء، فما العمل ؟

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

 فإن كان الأب فاقداً لقواه العقلية فيرفع الأمر للقاضي الشرعي للحجر عليه ، وتعيين وصي عليه ليتصرف بأمواله وحقوقه بما فيه المصلحة والانتفاع بتركة أبيه وأمه ، واستغلال محله التجاري ، وإن كان متمتعاً بقواه العقلية فهو حرّ التصرف في حقوقه وأمواله ، وهو الذي يقدر المصلحة في ذلك ، والأب مكلف شرعاً بالنفقة على أولاده حسب استطاعته وإمكاناته المادية ، وقد يكون زاهدا وقنوعاً ، مما يجبر أولاده أن يعيشوا معه حسب قناعاته ، مع أن الشرع يحث على الكسب والعمل واستثمار الأملاك التي تحت يده ، ونوجه الكلام للوالد بالنصيحة والتذكير ، وبأن رسول الله صلى الله عليه وسلم " نهى عن ... وإضاعة المال " وهذا يوجب حفظه واستثماره ، والله سبحانه وتعالى يقول : " واسعوا في مناكبها وكلوا من رزقه " ويقول : " آخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله " ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اليد العليا خير من اليد السفلى " ، ويقول : " إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم فقراء يتكففون الناس " ، وإن للوالد الأجر الكبير في رعاية أولاده والإنفاق عليهم ، ويجب مواجهة أمور الحياة ونكباتها والاحتياط لتقلباتها.

والله تعالى أعلم