الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - الذبائح و الأطعمة و الأشربة
رقم الفتوى 11606
نص السؤال مختصر

حكم الأكل في المطاعم التي تقدم الخمور؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

فإن السؤال غير دقيق ، وأما كون وجود المشروب الحرام فلا يؤثر في الجواب ، والمقصود حكم الأكل في المطاعم الأمريكية ، وهو من البلاء العام لمن يقيم في أمريكا وأوربا وغيرها من البلاد غير الإسلامية التي تقدم بعض الأطعمة المحرمة شرعاً كالخنزير واللحم غير المذبوح على الطريقة الشرعية ، ويضاف لذلك طبخ الخضروات والبيض بزيت محرم ودهن الخنزير ، واستعمال الأدوات والمقالي والصحون والمعالق التي تستخدم فيما يكون نجساً أو حراماً ، سواء وجد شراب محرم أم لا .
والجواب : إن هذا من البلاء الذي يعاني منه المسلم في البلاد غير الإسلامية ، مما يوجب عليه التحري الكامل والمطلق ، ويختار المطاعم الصادقة والمجربة التي تقدم الطعام الحلال شرعاً ، ولا تخلطه بالمحرم ، وتستخدم أدوات خاصة ومستقلة عن الأخرى التي تستعملها في الحرام ، فإن توفرت هذه الشروط فيجوز الأكل في المطاعم الأمريكية ، وإن كانت تقدم المشروب المحرم والأكل الحرام لغير المسلم على جانب أو طاولة أخرى .
ولا شك أن هذه الشروط صعبة ويندر توفرها إلا في بعض المطاعم الأمريكية مما تتعب المسلم في التفتيش والتحري والسؤال والبحث ، وهذه ضريبة الغربة التي يجب على المسلم أن يتحملها ، وإلا اقتصر على الأكل في بيته ، وتناول السمك ، مع الاعتراف والشكر العظيم لله تعالى أن الأمور اليوم أسهل بكثير من السابق ، وتوفرت المطاعم الإسلامية ، والدكاكين والمحلات التجارية الإسلامية ، وتوفرت المأكولات والأغذية العربية ، وكأنك في بلد عربي ومسلم . مما يوجب الاقتصار على التسوق منها حصراً ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .

والله تعالى أعلم  

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/08/22

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به