الفقه الإسلامي - المعاملات المالية - أحكام الإجارة - أحكام العمل والوظائف
رقم الفتوى 11594
نص السؤال مختصر

هل يعد التكتم عن سر المهنة من التكتم عن العلم الذي توعده الله بالعذاب ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول، أما بعد :
فقد قال صلى الله عليه وسلم :{ من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة } .
أي : علم يحتاج إليه السائل في أمر دينه، و كتمه أي بعدم الجواب أو بمنع الكتاب. انتهى من عون المعبود شرح سنن أبي داود.
وعليه فلا يحرم أن يكتم صاحب العمل سر مهنته، والحق أن تعليمه مهنته لعماله هو رزق كبير ساقه الله له، إذ هي صدقة جارية ومن العلم الذي ينتفع به الذي قال فيهما صلى الله عليه وسلم :{ إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له }.
يتضح أثر ذلك ما لو علم عامله مهنته ثم صار يعمل العامل بعلمه فيُعد راتبه الشهري صدقة عن معلمه، وإن افتتح معملاً أو متجراً فكل عوائده المالية في ميزان معلمه، وإن علّم العامل عماله ، وعماله علموا عمالهم ، فيصعب حينئذ تخيل قدر الأجور التي نالها المعلم الأول.
والحق أنه لايفعل ذلك إلا من يؤمن يقيناً بقوله تعالى { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } الذاريات[ 58 ] وبقوله صلى الله عليه وسلم :{ إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله }.
فمن كانت هذه عقيدته علم أن رزقه لن ينقص بتعليم غيره، وأن الله سيؤتيه الخير الكثير، قال تعالى { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } النحل[ 97 ].
نسأل الله أن يجعل تعليمه على يديك.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/08/21

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به