الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - ما يتعلق بالوالدين و الأرحام و عامة الناس
رقم الفتوى 11455
نص السؤال مختصر

احتدت أخت العريس وأمه مع أهل العروس قبل العرس بيوم واحد لإنقاص العروس لبعض الكماليات من الثياب، وكانت ستُطلق الفتاة لسوء أسلوبهم علماً أن أهل الشاب أسرة متدينة، فما حكم تصرفهم ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فإني أشكّ في كون هذه الأسرة ملتزمة، فكيف يتعاون أفرادها على مخالفة أمر الله عز وجل ومحاولة هدم أسرة مالبثت أن تكونت وكسر خاطر فتاة قبل ساعات من فرحها ؟ فإن دل فعلهم على شيء فإنه يدل على خلل في تدينهم وسوء فهمهم للدين.

أما الحكم الشرعي :
- ففعل الأخت والأم محرمٌ شرعاً بلاشك لنهيه صلى الله عليه وسلم :{ أن تسأل المرأة طلاق أختها }.
- ويحرم إن كان قصدهما الإزعاج دون السعي لطلاقها لقوله تعالى : وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [الأحزاب:58]، ولقوله صلى الله عليه وسلم :{ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره } وهذا في حق الجار الغريب، فكيف في حق القريب ؟
- ولايحق للأهل التدخل في شؤون أسرة أبنائهم، إلا إن حصل خلاف فيُستحب لهم إزالته لقوله تعالى {وأصلحوا ذات بينكم} [الأنفال : 1].

أخيراً، إن تقديم العادات والتقاليد على الشرع جهل يؤدب فاعله، ومن المعيب أصلاً الحديث في مثل هذه الجزئيات، وأن يبنى عليها خلافٌ، ولاتبنى الأسر على مثل هذه العقليات بل تُهدم، وقد قال صلى الله عليه وسلم :{ ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت }.
نسأل الله أن يصلح قلوبنا وأن يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/07/26

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به