الفقه الإسلامي - الأحوال الشخصية - الإرث - أحكام الإرث
رقم الفتوى 11450
نص السؤال مختصر

حكم مطالبة الوارث بإرثه مع أنه غني ليس بحاجة ؟

نص السؤال الكامل

نحن عائلة مكونة من أربعة أشخاص أب وأم وفتاة وصبي توفي الوالد منذ فترة وتزوجت أختي وبقيت في المنزل أنا وأمي ، لدينا منزلنا الذي نعيش فيه أنا ووالدتي ومنزل آخر مؤجر نستفيد من أجرته في فتح البيت الذي نعيش فيه . منذ فترة طالبتنا اختي بحصتها من اجرة البيت المؤجر بحجة أن البيت المؤجر باسم والدي ولها حصة من البيت فهل لها أن تطلب ذلك مع العلم أن اختي لها زوج وهي تعمل ولها راتب وتأخذ من والدتي بين الحين والآخر بعض المال وأنا إلى الآن لست متزوج وأن تزوجت فسأعتمد كثيرا على الأجرة مع العلم أن اختي لا دفع ولا تحضر اي غرض للمنزل لا خلال فترة عزوبتها ولا بعد زواجها مع العلم أنه حتى خلال فترة عزوبتها كانت تعمل وتأخذ أيضا المال من أبي وأمي ؟

الجواب مختصر

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :

فإن الإنسان ، وهنا الوالد ، متى مات بأن لفظ النفس الأخير وخرجت الروح انتهت ملكيته الكاملة في جميع ما يملك ، وانتقل ذلك إلى الورثة حكماً من الله تعالى، والورثة في ذلك متساوون بشكل كامل ، ويجب أن تتوزع التركة بينهم كما جاء في القرآن الكريم ، وفي هذه الحالة تستحق الأم ( وهي زوجة المتوفى ) الثمن لوجود الأولاد للمتوفى ، والباقي للولد والبنت للذكر مثل حظ الأنثيين ، وتكون المسألة من أربع وعشرين ، للزوجة 3 أسهم ، وللبنت سبع سهام ، وللابن أربعة عشرسهماً ، ويشمل ذلك البيتين ، وكل ما تركه الأب من نقود وسلع وحتى أثاث البيت وثياب المتوفى ، ويجب توزيع التركة كاملة على الورثة ، ولو كان أحدهم متزوجاً ، أو غنياً ، أو موظفاً ، وسواء كان داخل البيت أم خارجه ، ولا يجوز لأحد الورثة أن يستفيد من شيء من التركة بشكل مستقل قطعاً وباتفاق الفقهاء ، وإن البنت المتزوجة تستحق حصتها من المنزل الذي يسكنه الولد والأم ، ومن المنزل المؤجر ، والله هو الرزاق ، ويبارك في الحلال ، ويمحق الحرام ، ونحذر الأم والأخ من أكل حق الأخت ، لأنه ظلم ، ومن أشد أنواع الظلم ، وهو قطيعة للرحم ، والمال سحت وحرام ، ومصيره النار وجهنم ، والعياذ بالله ، والدنيا لا تغني عن الآخرة ، ولكننا نوصي بالتسامح بين الأخت والأخ والأم ، والتساهل في القسمة ، ومراعاة ظروفهم ، ولهم أجر في ذلك ، والمسامح كريم ، ولا يضيع ذلك عند الله تعالى في الدنيا والآخرة ، والله ولي المحسنين ، والحمد لله رب العالمين .

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/07/23

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به