العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 11445
نص السؤال مختصر

من هم الكافرون ؟ لقد سمعت أن أهل الكتاب لايجوز تفكيرهم فما صحة ذلك ؟ وماحكم مدح المسيحي بأن معاملته مع الناس أفضل من المسلم ؟ وماحكم الدعاء  له بالهداية ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
لا خلاف بين المسلمين أن من أهم أسس الإيمان الشرعي المنجي من عذاب الله تعالى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به وثبت عنه يقيناً، فمن كذّب النبي صلى الله عليه وسلم بأي مسألة ثابتة عنه بالأدلة القطعية، وهو يعلم ذلك فهو كافر.
فمن أنكر وجود الله أو وحدانيته أو قدرته أو علمه الشامل أو نحو ذلك من الصفات الثابتة لله تعالى
أو أنكر نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو رسالته أو أنه خاتم الأنبياء والمرسلين ، أو نحو ذلك من العقائد المتعلقة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، أو أنكر أن الصلاة والصيام والزكاة ونحوها من أركان الإسلام والفرائض المطلوبة من المسلم.
أو أنكر أنّ الزنا وشرب الخمر والقتل بغير حق ونحوها من المحرمات القطعية التي لا يجوز فعلها.
فهو كافر ، ولا نعلم خلافاً في ذلك بين المسلمين والله تعالى أعلم.
- وأما مدح غير المسلم بأن معاملته أفضل من المسلم، فإن قصدت مسلماً معيناً تعلم أنه خائن أو كاذب أو لص .. فيجوز ذلك.
- وأما إن قصدت أن معاملة هذا المسيحي أفضل من معاملة المسلمين عموماً فهذا كذب وهو حرام.
- وأما أن تدعو له بالهداية فلا شيء في ذلك والله تعالى أعلم .
- و قولك { سمعت أنه لا يجوز تكفير أهل الكتاب }:
فهذه الفكرة كثر الكلام فيها، ويجب أن يكون الجواب فيها واضحاً مفصلاً، بعيداً عن تطرّف المتشددين، وعن أوهامِ المميّعين الذين يريدون تمييع الإسلام، ومحو جميع الفوارق التي تميّزه عن الأديان والمذاهبِ الأخرى.
إن تعامل الإسلام مع المخالفين قائم على قواعد وحدود واضحة جداً.. ويمكن تلخيص ذلك كما يأتي:
القاعدة الأولى: الإنسان الذي بلغته دعوة الإسلام بشكلٍ واضحٍ لا لبس فيه إما أن يؤمِنَ بها ويصدّق، أو يكفر بها ويجحَدَ، ولا يوجدُ حلّ ثالثٌ متوسّط بين الأمرين السابقين.
القاعدة الثانية: الكافرون برسالة الإسلام ليسُوا نوعاً واحداً ولا يعاملون معاملةً واحدة .
فهناك الكتابيّون الذين يعيشون معنا في بلادِ الإسلام ويسالموننا ونسالمهم؛ فهؤلاء الذين أمرنا الله تعالى بمعاملتهم معاملة حسنة وحضّنا على البرّ بهم ، وأجاز لنا مصاهرتهم ، وحرم علينا ظلمهم وإيذاءهم ونحو ذلك من الأحكام والآداب المعروفة .
وهناك الكفار الحربيون الذي يحاربوننا ويريدون اغتصاب بلادنا وخيراتنا { كاليهود المحتلين لفلسطين مثلاً } فهؤلاء الذين أمرنا الله بقتالهم وحربهم حتى تعود لنا حقوقنا كاملة.
وثمة أصناف أخرى لها أحكام أخرى لا نطيل بذكرها بل نقتصر على ما يتعلّق بالسؤال.
إذا تبين ذلك، فلنعلم أن الإسلام عندما وصف أهل الكتاب بأنّهم كفار، فمرد ذلك إلى أنهم يجحدون شيئاً من أساسيّات عقيدتنا، كجحدهم لنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أو لكون القرآن الكريم كلام الله تعالى .. وهكذا.
وهذا الأمر ليس حكراً علينا، بل هم أيضاً ينعتوننا بالكفر لأننا نجحدُ إلهيّة عيسى مثلاً .
فاعتقادُنا بكفرهم، واعتقادُهم بكفرنا أمرٌ متعلق بالحساب بين يدي الله تعالى يوم القيامة، ولا يعني بحالٍ من الأحوال أن نقاتلهم أو لا نتعايش معهم ولا نبرّهم .. فالكفر شيء والحرب شيءٌ آخر، والرّاجح عند المحقّقين من المتأخّرين أنّ علة القتال في الإسلام هي الحرب لا الكفر، كما بين ذلك شيخنا البوطي رحمه الله في كتابه الجهاد وشيخنا الزحيلي رحمه الله في كتابه آثار الحرب، وغيرهم من العلماء الحكماء.
والله تعالى أعلم

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/07/22

المفتي


الأستاذ محمّد صلاح تقوى

الأستاذ محمّد صلاح تقوى

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به