العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 11411
نص السؤال مختصر

صديقي وقع في حيرة في مقارنة أهل سورة الماعون { المكذبين بالدين } مع ما يراه من أدب ودعم من بعض الأوربيين للمهاجرين ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فالسبب في وقوع صاحبك في الحيرة أنه فهم من الآية أنّ كلّ مكذّب بالدّين فهو حتماً يدعّ اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين.

والحقيقة أنّ هذا التّعميم غير صحيح، إذ من الكفار من يحبّ الإحسان إلى النّاس ومساعدتهم، وقد جاءت نصوص عديدة تبين أن الكفار يعملون الحسنات ويكافئهم الله تعالى عليها في الدنيا سعة في الرزق أو صحة في البدن أو نحو ذلك.

ففي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{ إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا }.

وفي حديث آخر أن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه ؟ قال :{ لا ينفعه، إنه لم يقل يوما : رب، اغفر لي خطيئتي يوم الدين }.

فهذه وغيرها تدل على أن الكفار قد يحسنون ويفعلون الحسنات ويتصدقون ويساعدون اليتامى .. إلخ.

فالمعنى الأدق للآية والله تعالى أعلم : أنك إذا أردت معرفة من يكذب بالدين، فانظر في خلاله وشمائله، فإن وجدته بخيلاً شحيحاً يمنع الخير ويؤذي الناس، فذلك دليل على ضعف إيمانه أو فقده بالكلية.

هذا ما يفهم من تفسير أبي السعود والبحر المديد والقاسمي والزحيلي وغيرها.

والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/07/12

المفتي


الأستاذ محمّد صلاح تقوى

الأستاذ محمّد صلاح تقوى

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به