الفقه الإسلامي - الأحوال الشخصية - الإرث - أحكام الإرث
رقم الفتوى 11397
نص السؤال مختصر

أوصاني قبل وفاته بتنفيذ وصيته، وبعد موته امتنع أحد الورثة من البيع، ما الحكم ؟

نص السؤال الكامل

قام احد أقاربي وهو خالي بتسليم وصيته لانفذها بعد وفاته وقد كلف أيضا اخته التي هي خالتي بالأمر كذلك لنكون نحن الاثنين قاءمين على تنفيذ وصيته الوصية هي في حال وفاته ان يتم بيع بيته وقد خصص حصة لجمعية خيرة والحصة المتبقية للورثة توفي خالي من حوالي سنتين تقريبا ولم نتمكن من تنفيذ الوصية بسبب الأوضاع الراهنة لانه لم يكن بالإمكان الدخول للمنطقة التي يوجد فيها منزله والأمر الآخر أني وخالتي اضطررنا للسفر والإقامة خارج البلد خالتي تمكن من القدوم بزيارة للبلد الان وستبقى لفترة شهر تقريبا فاتفقنا بما انها موجودة انو تقوم بتنفيذ الوصية نواجه مشكلة ان احد الورثة لايقبل ان نقوم بتنفيذ الوصية وطلب تأجيلها لقوله ان البيت اذا تم بيعه الان فسوف يباع بثمن رخيص والأفضل الانتظار لكي نتمكن من بيعه بثمن افضل وكذلك هناك امر اخر اننا لم نتأكد بعد فيما لو كان بالإمكان بيع البيت نظرا للوضع الراهن في المنطقة الموجود فيها المنزل سءوالي هو في حال كان بالإمكان بيع البيت ولكن احد الورثة لم يرافق وطلب التأجيل فما الحكم، وفي حال كان العكس اي لم نتمكن من البيع لسبب وضع المنطقة فما الحكم ؟

الجواب مختصر

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

 فإن الوصية في أبواب الخير مشروعة ، ومندوب إليها ، ولصاحبها الأجر العميم الذي يكتب له في قبره ، وبعد موته ، والأدلة الشرعية كثيرة في القرآن والسنة وإجماع العلماء  .

والوصية الشرعية يجب تنفيذها بعد الوفاة للموصي ، وفي أقرب وقت ، وإن المكلف بتنفيذ الوصية مسؤول أمام الله تعالى عن التقصير والتأخير ، إلا إذا وجد عذر في التأخير كما ورد في السؤال ، ولكن بعد زوال العذر فيجب التنفيذ فوراً ، ليصل الثواب والأجر للمتوفى ، وليستفيد الموصى له بحصته ، ولا يقبل التأخير حتى ترتفع الأسعار ، كما يدعي أحد الورثة ، وهو آثم ومقصر ومخالف للشرع ، ويمكن إقناعه ، وإلا إجباره عن طريق القضاء ، ويحق للجمعية الخيرية الموصى لها أن تطالب بذلك بالحسنى ، وإلا عن طريق القضاء ، وإن الممانع لذلك في وهم ، لأن البيت إن بيع اليوم بسعره المعتدل فيستطيع الورثة ومنهم الممانع شراء المقابل بسعر معتدل ، وإن انتظروا حتى ترتفع الأسعار في المستقبل ، فيكون البديل لهم مرتفعاً ، مع الإثم في التأخير وعدم البركة في المال ، والله خير الشاهدين .

والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/07/08

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به