الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصلاة - الصلوات المفروضة و النوافل
رقم الفتوى 11395
نص السؤال مختصر

ماحكم صلاة الغائب إن مات لنا قريب في دولة أخرى ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله، والحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

اختلف الفقهاء في حكم صلاة الغائب على عدة أقوال :

* فذهب الإمام الشافعي : إلى جواز الصلاة على كل ميت غائب عن البلد ، ولو صُلِّي عليه في المكان الذي مات فيه ؛ احتجاجاً بفعل النبي ﷺ حيث إنه صلى على النجاشي وهو غائب ، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: ( أن رسول الله ﷺ نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه فخرج بهم إلى المصلى وكبر أربع تكبيرات).

- قال الإمام الشافعي : الصلاة على الميت دعاء له فكيف لا يُدعى له وهو غائب أو في القبر.

* وذهب السادة الأحناف والمالكية إلى أنّ صلاة الغائب غير مشروعة مطلقاً وما فعله النبي ﷺ من صلاته على النجاشي فخاص به فلا تشرع صلاة الغائب لغيره.

- واستدلوا على ذلك بما ثبت أنه مات في عهد النبي ﷺ عدد كبير من الصحابة خارج المدينة المنورة ولم يُنقل أن النبي ﷺ صلى عليهم ، وكذلك لما مات الخلفاء الراشدون وغيرهم من الصحابة لم يُصل أحد من المسلمين عليهم صلاة الغائب ولو فعلوا لتواتر عنهم النقل بذلك .

* و وردت عن الإمام أحمد عدة روايات: 

 - الرواية المشهورة عنه وافق فيها ماذهب إليه الإمام الشافعي.

- الرواية  الثانية وافق فيها بعض الشافعية وهي أنّ صلاة الغائب مشروعة في حق المسلم إذا مات ولم يُصلِّ عليه أحد من المسلمين وأما إذا صُلِّي عليه فلا تشرع صلاة الغائب عليه.

-  الرواية الثالثة وهي تقييد الصلاة عليه إذا كان الغائب له شأن في الإسلام ونفع للمسلمين ، كعالم أو مجاهد أو غني نفع الناس بماله أو إمام عادل ونحو ذلك، فإذا كان الميت الغائب أحد هؤلاء صُلِّي عليه صلاة الغائب كما صلى النبي ﷺ على النجاشي ، أما أفراد الناس فلا تشرع الصلاة عليهم ؛ لأن الرسول ﷺ لم يُصلِّ على كل غائب، إنما صلى على شخص واحد وهو النجاشي رحمه الله.

* ومما يظهر أن المسألة اجتهادية ، ولعل تقييدها بالغائب الذي كان له شأن في نفع المسلمين أولى .

والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/07/08

المفتي


الأستاذة ربا حافظ

الأستاذة ربا حافظ

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به