العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 11356
نص السؤال مختصر

كيف لعين الحسود أن تُسبب الضرر والمصائب و الله يقول : {لا تزر وازرة وزر أخرى} ؟

نص السؤال الكامل

كيف تؤثر العين في الانسان فيمرض او يتعس كل حياته نتيجة اصابته بالعين وهو لم يقترف ذنباً يستحق عليه هذا العذاب وربما يكون طفلاً فقد مات لي طفل نتيجة العين والحسد واصيبت عين ابنتي وحادث لابني ايضا افقده عينه واصبت بالتهاب في اذني عملت عملية افقدتني سمعي تماما وانا وابنتي نعاني من امراض وعاهات نتيجة الحسد ومصائب وتعاسة وتعويقات سبحان الله اعلم ان مااصابك لم يكن ليخطئك ومااخطاك لم يكن ليصيبك وان الله حكم عدل لايظلم مثقال ذرة وانه لاتزر وازرة وزر اخرى ؟

الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فأسأل الله تعالى أن يفرّج همك وينفس كربك ويقيك السوء. 

أما العين فهي حقّ لا ريب فيه ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح

وأما قولك: كيف تؤثّر العين في الإنسان فيمرض، فهذا ما لا يعلمه أحدٌ، إذ هو من الغيب الذي استأثر الله تعالى بعلمه. 

بقي لدينا في سؤالك نقطتان، النقطة الأولى: كيف عرفت أن ما حدث معك إنما هو بسبب العين والحسد ؟ هل لديك دليلٌ قطعي على ذلك أم هو مجرد الشك والظن ؟

لا شك أننا كلنا نمرض ونتعرض للمشاكل والآلام، ولكن لا أحد منا يعزو كلّ ما يحصل معه للعين والحسد، بل نقول إن ما حدث مصيبة من المصائب وهي امتحان من الله تعالى لتكفير الذّنوب أو لرفع الدرجات، فلماذا تجعل كل ما نزل بك من مصائب سببه الحسد والعين ؟ إنّ هذا لمجرد ظنٍ أو وهمٍ لا دليل عليه، ونحن نعرف فيمن حولنا وفي مجتمعنا أناساً نزل بهم من المصائب ما لا يقارن بما نزل بك، هدّمت بيوتهم، وقتلت أولادهم وشردوا وتغربوا وهم مع ذلك صابرون، وعن الله تعالى راضون، ولم يقولوا إن ما نزل بهم سببه العين والحسد .

 النقطة الثانية هي في قولك : فلان أصيب بكذا ولم يقترف ذنباً، هذا الكلام عجيب جدّاً، من قال لك إنه لم يقترف ذنباً ؟  إنّ كلّ واحدٍ منّا يعلم بينه وبين نفسه مدى تقصيره في جنب الله، وما ارتكبه من ذنوب ومعاص وغفلات، فكيف تستطيع أن تزعم أن فلاناً أصيب بكذا وهو لم يرتكب ذنباً ؟ 

ثم من قال إن المصائب لا تأتي إلا نتيجة الذنوب والمعاصي ؟ 

كثير من المصائب تكون امتحاناً للإنسان لاختبار قوة إيمانه وصبره، قال تعالى : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} [البقرة : 155]

وكثير منها تكون هناك حكمة من ورائه لا يعلمها إلا الله وربما تكون خيراً محضاً ولكنها ظهرت في لباس المصيبة .. وقد ذكر الله لنا في قصة الخضر وموسى عليهما السلام أموراً نتعلم منها عدم الانجرار وراء الظواهر التي قد تكون خادعة أو كاذبة .. كم وكم من الناس أصابتهم مصائب ظنوا أنهم لا بقاء لهم في هذا الدنيا بعدها .. ومع ذلك كانت تلك المصائب سبباً في هدايتهم أو تحسن أوضاعهم أو حتى غناهم .. 

لذلك أخي الكريم : عندما تأتيك مصيبة استقبلها بالصبر الجميل، والدعاء والتضرع ، ثم لا تجزم بأنها بسبب كذا وكذا، بل سلم أمرك إلى الله تعالى واعلم أن من ورائها حكمة هو أعلم بها، فهو سبحانه رحيم ودود وهو أرحم بنا من أنفسنا، ولو يعاملنا بما نستحق ما ترك على ظهرها من دابة، والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/06/27

المفتي


الأستاذ محمّد صلاح تقوى

الأستاذ محمّد صلاح تقوى

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به