هل تتحجب الزوجة من زوجها إن طلقها ؟

أخي طلق زوجته وقد قيل له أن زوجته يمكن أن تقضي عدة الطلاق في منزله بل وغرفته وبدون حجاب حتى انتهاء العدة فما صحة هذا الكلام وما هي شروط عدة الطلاق علماً أنه يقيم في منزل والديه ؟

بسم الله و الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد :

فينقسم الطلاق إلى : طلاق رجعي وطلاق بائن بينونة صغرى وطلاق بائن بينونة كبرى.

أما الطلاق الرجعي فهو الطلاق الأول أو الثاني الذي يوقعه الزوج على زوجته . فطالما  هي في عدتها ولم تنقض هذه العدة فنسميه طلاقاً رجعياً ؛ وله أحكامه الخاصة التي تنبني عليه وتترتب عليه . ومنها : الواجب أن تقضي الزوجة العدة  في بيت الزوجية ولا تغادره ، ويستطيع الزوج مراجعة زوجته متى شاء أثناء عدتها الرجعية ولا يحتاج إلى موافقتها ولا إلى مهر جديد ولا ولي ولا شهود ؛ فبمجرد تلفظه بلفظ راجعتك أو أعدتك أو أي لفظ معتد به شرعا تعود زوجته إلى عصمته وتنقطع وتنتهي عدتها .

ويرى بعض الفقهاء أنها تعود بإحدى طريقتين الأولى أن يراجعها كما أسلفنا ويعبرون عنها بالمراجعة بالقول والطريقة الثانية وهي المراجعة بالفعل وهي مباشرتها أو لمسها بشهوة  فتعود زوجة له ؛ لأنه لم يلمسها بشهوة إلا ونيته أن يعيدها إلى عصمته فأقيمت المباشرة بشهوة  مقام لفظ الرجعة.

لذلك أمر الشارع الكريم الزوجة المعتدة رجعياً أن تقيم في بيت الزوجية ولا تغادره بل تتزين لزوجها وتتعرض له حتى يراجعها لفظاً أو يقع عليها أو يلمسها بشهوة كل ذلك تشوفاً من الشارع الكريم للحفاظ على هذه الأسرة واستدامة الحياة الزوجية .

فإذا انقضت العدة الرجعية ولم يراجع الزوج زوجته لفظاً أو فعلاً انقلب الطلاق الرجعي إلى طلاق بائن بينونة صغرى بعد نهاية العدة فتغادر الزوجة بيت الزوجية وتصبح كالأجنبية عنه و لا يصح له العودة إليها إلا بعقد جديد يحتاج فيه إلى كل أركان العقد المبتدأ من موافقتها والصيغة والولي والمهر والشهود .

أما الطلاق البائن بينونة كبرى فهو الطلاق المكمل ثلاثاً فلا يحل للزوج مراجعة زوجته فيه حتى تنكح زوجاً غيره بعد إنهاء عدتها.

_ وعلى كل ما أسلفنا أخي السائل الكريم يجوز لزوجة أخيك أن تقضي عدتها الرجعية في بيت الزوجية وأن تظهر دون حجاب على أخيك بل تتزين له وتتعرض له عسى الله تعالى أن يؤلف بينهما ويراجعها.