الفقه الإسلامي - المعاملات المالية - أحكام الإجارة - أحكام العمل والوظائف
رقم الفتوى 11303
نص السؤال مختصر

أعمل عملاً تطوعياً و يُقدَم لي مبلغ مالي مقابل ذلك، فهل أخذه يُنقص من أجري ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله و الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد :

فلهذه المسألة حالات خمس نسردها بحسب ترتيب فضلها عند الله عز وجل :

الأولى، أن يعمل بنية التقرب لله عز وجل دون نية تحصيل أي نفع دنيوي.

الثانية، أن يعمل بنية التقرب لله عز وجل ويُلحق به نية تحصيل منافع دنيوية كالمال و غيره.

الثالثة، أن يعمل بنية تحصيل منافع دنيوية، ويُلحق بها نية التقرب لله عز وجل.

ودليل الحالة الثانية والثالثة قوله صلى الله عليه وسلم : { وفي بضع أحدكم صدقة } قالوا : يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : { أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال ؛ كان له أجر }.

قال النووي في شرحه : وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات ، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به ، أو طلب ولد صالح ، أو إعفاف نفسه أو إعفاف الزوجة ومنعهما جميعاً من النظر إلى حرام ، أو الفكر فيه ، أو الهم به ، أو غير ذلك من المقاصد الصالحة.

ويُعرف إن كانت نية التقرب مُلحقة أم هي الأصل بأنه لو سُلبت المصلحة الدنيوية من هذا العمل فهل يُكمل به أم يبحث عن غيره ؟ فإن بقاءه يعنى  أن نية التقرب لله هي الأصل، و إن ذهب يبحث عن غيره فمعناه أنها ثانوية مُلحقة.

الرابعة، أن يعمل بنية تحصيل منفعة دنيوية دون أي نية في تحصيل نفع أخروي، فهذا لانصيب له في الآخرة إذ أخذ أجره في الحياة الدنيا.

الخامسة، أن يعمل رياءً لأجل أن يراه الناس ، فهذا لايؤجر بل يأثم.

وعليه فالسائل تنبطق عليه الحالة الثانية، فإما أن يرد المال و يعظم أجره، أو يأخذه فينقص أجره من ناحية ولكن يؤجر من ناحية أخرى، وذلك إن أنفقه بنية إعفاف نفسه عن سؤال الناس أو كان إنفاقه في وجوه الخير وهو مايُنصح به { أي أخذ المال }.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/06/12

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به