الفقه الإسلامي - أصول الفقه - مسائل أصولية - متفرقات ( أصول )
رقم الفتوى 11280
نص السؤال مختصر

لِمَ يختلف العلماء في الحكم على فعل معين فبعضهم يقول بدعة وبعضهم يقول ليس ببدعة ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله و الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد :

البعض ما إن يسمع كلمة بدعة إلا و وصف القائل لها على أنها سُبة باسم جماعة معينة،وهذا مفهوم خاطئ، ولمز يأثم قائله.

والبدعة المذمومة مجمع على وجودها في الشرع، و في ذلك ورد الكثير من النصوص الشرعية،و لكن اختلفوا في صفتها، مما أثمر اختلافاً في الحكم عند إسقاطه على الواقع، ففرطت طائفة إذ تسامحت بما لايُتسامح به فانتشرت بينهم البدع، و تشددت طائفة فبدّعت مالا يصح تبديعه.

وهذا الأمر مشاهد معلوم من الواقع بالضرورة ،فتجد الدول التي تعج بالمتساهلين اعتادت مساجدها على بدع معينة منذ عقود من الزمن حتى صارت جزءاً من الدين ويصعب على من نشأ بينهم تقبل أن فعله مذموم في الشرع.

و المتشددون يُنكرون على من أتى بفعل خالفهم مع أنه في الحقيقة قد لايكون أتى ببدعة فلايصح الإنكار عليه.

وسبب انتشار فعل كل من الطائفتين : الجهل والتقليد الأعمى، فهم و إن كانوا يقرون أن العالم ليس معصوماً و الخطأ منه وارد، لكنهم في الواقع يسلِّمون له بكل ماجاء به.

ولايُقصد بذلك التطاول على العلماء، بل طلب العلم و عدم التقليد دون دليل شرعي، ولايفهم الدليل ممن لم يطلب العلم، ولايُعرف خطأ العالِم إن اقتصر على أخذ العلم من العالم ذاته أو مدرسته، فلابد من أخذ العلم من عدة مشارب ليميز الخبيث من الطيب.

والأفضل عدم الخوض في هذه المسائل وتركها للعلماء، كما أن الأسباب المذكورة ناقصة ولم تستوعب السؤال والموضوع.

والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/06/02

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به