حكم دفع الزكاة لغير المسلم في حال انعدام الفقر في منطقتنا ؟ و هل يجوز للجمعيات الخيرية التكتم على أسماء الفقراء ؟

نحن في امريكا نريد ان ندفع زكاة أموالنا وصدقاتنا ولكن لا نعرف مسلمين محتاجين فإن سألنا الناس فيطلبون منا ان نعطيهم أموال الزكاة لكي يدفعوها لمن يعرفون من فقراء ويرفضون إعطائنا اسماء الفقراء بحجة المحافظة على مشاعرهم! وكذلك الجمعيات الاسلامية هنا ترفض إعطائنا اسماء فقراء دون توضيح السبب، ونحن أشخاص نحب ان نقوم بعمل الخير دون وسيط ، وهكذا كان الصحابة كعمر بن الخطاب وابي بكر الصديق وغيرهم رضي الله عنهم، فنشعر هنا اننا لا نعرف أين نصرف زكاتنا وليس لدينا رغبة بإعطائها لأصحاب الجمعيات الاسلامية هنا فلا نشعر بأريحية معهم . وهم أقدم منا في البلاد . وسؤالي الثاني: هل يجوز دفع زكاة المال للفقراء غير المسلمين ؟؟ طالما تعذر علينا وجود فقراء شخصيا ؟؟ ما حكم من لا يفصح عن أماكن الفقراء بحجة مشاعرهم ؟

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد :

* فإن كانت هذه الجمعيات ليست محط ثقةٍ بالنسبة لكم فيحرُم دفع الزكاة لها، وإن كانت ثقة فيجوز.

* يجوز الامتناع عن تقديم الأسماء إن كان ذلك لسببٍ معتبرٍ كالتحفُظ عليها لأسباب أمنية أو غيرها.

* يحرم دفع الزكاة لغير المسلم، للآية :{۞ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 60]، ولقوله صلى الله عليه وسلم :{ فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم }.

* إن انعدم مستحقو الزكاة في بلد المزكي وجب عليه نقلها لبلد آخر والأصل أن يكون النقل لأقرب بلد منه فيها ممن يصح أن تُدفع له الزكاة، ويجوز إرسالها لبلد بعيد للحاجة، لذا ننصح بإرسالها للشام، إذ تعج بالفقراء والمساكين واللاجئين و المشردين، فتكلفون أحد الثقاة ممن تعرفون ممن هم داخل الشام فيُوزعها لكم، فإن تعذر فيمكنكم التواصل مع إدارة الموقع فتصلكم مع من يساعدكم.

نسأل الله أن يتقبل منكم و أن يخلف عليكم أضعافاً كثيرة.

والله تعالى أعلم.