الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصيام و الاعتكاف - الصيام
رقم الفتوى 11212
نص السؤال مختصر

متى يأمر الأهل طفلهم بالصيام ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله، والحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ:

الصّوم كسائر التّكاليف لا تجب على الصّبي إلّا عند البلوغ ؛

لقوله ﷺ : «رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ الحلم» .

فالصّبيُّ يُؤمر بالصّيام في سنِّ السّابعة ، ويُضرب على تركه إذا أطاقه في العاشرة، ولا يجب عليه إلّا بالبلوغ.

 * لذا يجب على وليِّ الصّبيِّ المميّز ما يلي:

١)  أن يأمر ولده بالصّيام في سنِّ السّابعة قياساً على الصّلاة.

٢) وأن يدرِّبه على العبادات ليعتاد المحافظة عليها ويألف الخير ، حتّى إذا بلغ هذا الطّفل ، لم يجد صعوبةً في أمرٍ اعتاده قبل البلوغ.

وقد كان الصّحابة الكرام يُمرِّنون أولادهم على الصّيام ، روى البخارى ومسلم عن الرّبيع بنت معوذ أنّهم كانوا يصومون عاشوراء، ويُصوِّمون صبيانهم الصّغار، ويذهبون بهم إلى المسجد، ويجعلون لهم اللّعبة من الصّوف، فإذا بكى أحدهم من أجل الطّعام أعطوه إيّاها حتّى يحين وقت الإفطار.

٣) وأن يضربه على ترك الصّيام في سنِّ العاشرة إذا كان الصّبيُّ يُطيق الصّوم ، وذلك قياساً على الصّلاة التي أمر النّبيُّ ﷺ بضرب الغلام عليها إذا بلغ عشراً .

أمّا إذا كان هذا الطّفل لايُطيق الصّيام، إمّا من مرضٍ ، وإمّا لأنَّ بنيته الجسديّة ضعيفةٌ ؛ قد يزيدها الصّوم ضعفاً ، فليس على الآباء والأمهات أن يضروبه على تركه، لكن لا ينبغي أيضاً أن ينهوه عنه، بل يتركوه يجرِّب ذلك ، فإن أطاقه استمرَّ، وإلّا أفطر.

❀ و لا شكَّ أنَّ الصّبيَّ يُثاب على الأعمال الّتي قام بها قبل بلوغه،  لِما رواه مسلمٌ أنَّ امرأةً رفعت صبيّاً فقالت: يا رسول الله ألهذا حجّ، قال ﷺ :

« نعم، ولك أجر ».

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/05/21

المفتي


الأستاذة ربا حافظ

الأستاذة ربا حافظ

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به