الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - اللباس والزينة
رقم الفتوى 11095
نص السؤال مختصر

هل تأثم الفتاة إن نظر لها الشاب نظرة شهوة ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

لاشكَّ أنَّ ثواب التّمسُّك باللّباس الإسلاميّ في عصرنا الحالي يتضاعف لسقوط الكثير من بناتنا أمام الفتن المحيطة بهنَّ، لقوله صلّى الله عليه وسلّم : { العبادة في الهرج كهجرة إلي }. رواه البخاري ومسلم.

قال النّووي رحمه الله : المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور النّاس ، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أنَّ النّاس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ، ولا يتفرّغ لها إلّا أفراد. انتهى.

و لباس المرأة عبادةٌ عظيمةٌ إذ تمتثل أمر الله تعالى، وتعفُّ نفسها و من حولها، وتحفظ ماء وجهها و وجه أبيها و زوجها وأخيها.

كما تأثم من سقطت وافتُتنت بأن كان لباسها سبباً في إظهار مفاتنها لا في سترها لمخالفتها أمرالله تعالى بنعمة أنعمها الله عليها، فعافيتها الّتي تُمكّنها من الخروج من البيت و المشي في الأسواق نعمةٌ، كذلك الجمال، و اللّباس وثمنه من قبل.

ويتضاعف إثمها لأنَّ تزيّنها كان سبباً في فتنة من حولها من النّساء، وفتنةً للرّجال دون أدنى شكٍّ، فحينئذٍ تحمل وزر كلِّ فتاةٍ فُتنت بها ، وكلِّ شابٍّ نظر لها أو تحرّش بغيرها لاحقاً بسببها.

ومن المُعين على التّمسّك باللّباس الإسلاميّ :

الصّحبة الصّالحة، ولاشكَّ في تأثُّر الصّديقة بصديقتها.

تذكُر أنّها تتقرَّب لله تعالى بلباسها وأنَّه امتحانٌ من الله لها، قال تعالى :{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت :٢].

تذكُر أنَّ الملتزمة بأمر الله وغيرالملتزمة لاتستويان، قال تعالى { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية : 21].

الدّعاء من الفتاة نفسها و من والدتها لها بالثّبات، والصّدقة على نيّة ذلك.

وعليه فإن كان لباسها إسلامياً {بأن يستر العورة، ولايصف، ولايشفُّ، وليس فيه تشبّهٌ بالنّساء غير المسلمات ولا بالرّجال، وألّا يكون في ذاته زينة، أو يُلبس على هيئةٍ يجعل منه زينة } فلا إثم عليها إن نظر شابٌّ لها، فإن خالف لباسها أحد الشّروط السّابقة أثمت.

نسأل الله لبناتنا المعونة و الثّبات و أن يردّهنَّ لدينه ردّاً جميلاً

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/04/29

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به