الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - الأدعية و الرقائق و الأذكار
رقم الفتوى 11016
نص السؤال مختصر

كيف تكون الاستخارة ؟ وهل للرؤى دور في ذلك ؟ وهل تعسر الأمر دليل على أنه شر ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله،و الحمد لله،و الصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول :

{ إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري " أو قال : " عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري " أو قال : " في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني ". قال : " ويسمي حاجته } رواه مسلم.

فقوله صلى الله عليه وسلم { إذا هم أحدكم } يدلُّ على أنَّ الاستخارة تكون بعد اتّخاذ القرار.

١- فمن عرض له أمرٌ يهمُّه، استشار فيه أكثر من شخصٍ من أهل الخبرة في هذا الأمر، ممّن يُوثق بدينهم ورجاحة عقولهم، فإن استشار من ليس له خبرة في ما عرض له أضرَّ نفسه وإن كان من أهل الصلاح.

٢- ثمَّ يُقرِّر بناءً على نصيحة أهل الخبرة.

٣- ثمَّ يُصلي ويدعو بدعاء الاستخارة المذكور أعلاه.

٤- ثم يشرَع في ماقرّره، ولا يلتفت، فلا عبرة لانشراح الصدر من ضيقه، ولا للرّؤى و الأحلام، ولا لتعسّر الأمر، لأنَّ من استخار فقد فوّض الله تعالى في أمره، فإن كان شراً منعه الله تعالى ، و لاعبرة لتعسّر الأمر لأنّه شأن كلِّ أمرٍ، فإن عجز المرء عن بلوغ غايته علم أنّه لاخير له فيه، وإن بلغه علم أنّ فيه خيراً.

ولايُستخار الله تعالى في واجبٍ أو محرّمٍ.

والله تعالى أعلم.

 

تاريخ النشر بالميلادي 2019/04/15

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به