الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - ما يتعلق بالوالدين و الأرحام و عامة الناس
رقم الفتوى 11012
نص السؤال مختصر

أسكن عند أهل زوجي، وحماتي تدخل في غيابي لغرفتي الخاصة و تفتشها، فما الحكم ؟

نص السؤال الكامل

انا ساكنة ببيت حماي وعندي غرفة نوم وضيوف بس روح عند اهلي بتفوت ع غرفتي وبتفتش فيها هل شي بجوز ؟

الجواب مختصر

بسم الله و الحمد لله و الصّلاة و السّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

تكاد تتغيّر معالم الكرة الأرضيّة، ومازالت بين الكنّة و حماتها حربٌ طاحنةٌ !

متى تُعامَل أمُّ الزّوجة كأمٍّ ؟ و زوجة الابن كبنتٍ ؟

من المعيب أن يكون فارق السّن كأمٍّ و ابنتها ثمّ التّعامل يكون بهذا العداء ؟ وأغلب هذه المشاكل لاقيمة لها إطلاقاً، إلّا أنَّ غايتها إزعاج كلٍّ منهما الأخرى !

أما الحكم الفقهي فلايجوز لأمِّ الزّوج الدّخول لغرفة الكنّة الخاصة بها ، و إن كانت الكنّة ضيفةً في بيت أهل الزّوج.

قال تعالى :{ ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه } ثمّ ختم تعالى الآية بقوله { واتقوا الله إن الله تواب رحيم } [سورة الحجرات:١٢].

وينبغي على أمِّ الزّوج أن تُحسن معاملة كنّتها و ألّا تُبطل ثواب ضيافتها لها بالمنِّ والأذى، وأن يكون صبرها عليها وإحسانها لها سعياً منها لجبر خاطر ابنها الّذي ما أجبره على السّكنى معها إلّا ضيق الحال، وأن تحمد الله على نعمة المسكن، وأنّها تستضيف ولاتُستضاف، ولاتدري فقد ينقلب الحال وتُضاف يوماً ما في رحاب منزل كنّتها.

وينبغي على الكنّة أن تُحسن معاملة حماتها وألّا تُسيء لمن أحسن إليها، و أن تصبر طلباً للأجر من الله ثمّ جبراً بخاطر زوجها الّذي تنهكه الحياة خارج البيت لتأمين مستلزماتها هي وأولادها.

أخيراً، قال تعالى :{ واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } [سورة هود:١١٥]

نسأل الله أن يُصلح قلوبنا و أن يبدِّل حالنا إلى أحسن حال.

والله تعالى أعلم

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/04/14

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به